الصفحة الأساسية > MAGHREB-MACHREQ EN MOUVEMENT > MONDE ARABE: LE TEMPS DU CHANGEMENT

Une analyse de Khaled HADDADÉ

MONDE ARABE: LE TEMPS DU CHANGEMENT

Des millions d’Égyptiens dans la rue de 1967 à ceux de 2011

الخميس 3 شباط (فبراير) 2011

Analyse rédigée en arabe par Khaled Haddadé (Liban)

Après la fatidique défaite de 1967 devant l’envahisseur israélien, des milions d’Égyptiens ont déferlé dans les rues du Caire, demandant à Nasser de rester alors qu’il présentait sa démission. Aujourd’hui des millions se sont dressés pour réclamer le départ de Moubarak et de son régime.

Comme l’indique en conclusion cette analyse:...Quel que soit le résultat du mouvement actuel, le peuple égyptien en sort vainqueur. Il a brisé le mur de la peur, il a relevé le drapeau de la dignité nationale, il a remis la "splendeur arabe" en pointe, il a fait renaître la symbolique des ouvriers de Halouan, des fidayin de Port Saïd et de leurs martyrs...
Quant au Liban, atteint par tout ce qui se passe dans la région, il y aura à en discuter sous peu, mais sans aucun doute, l’expérience égyptienne et auparavant tunisienne, a confirmé à propos de la question nationale la prééminence des questions socio-économiques et le fait que, en raison de l’appartenance de classe des masses qui se sont mises en branle, elles sont l’essence du mouvement, l’essence de la cause nationale elle-même du fait de ceux qui en sont porteurs, les pauvres du monde arabe.
En définitive, c’est un appel à ceux qui "tissent" le futur gouvernement, de se convaincre que leur positon en ce qui concerne la question nationale a de l’importance, mais que si la question sociale et des réformes politiques est absente de leur programme, leur prise de position nationale ne leur servira en rien.
Alors le prochain mot d’ordre sera nécessairement celui que les Libanais ont proclamé bien avant: "Nous voulons le changement de régime ... pour sauver le pays et la paix civile"

من «بهية» العرب إلى « سيدي أبو زيد » : إنه زمن التغيير

jeudi 3 février 2011,
par خالد حدادة

خالد حدادة

سنة 1967، الملايين في شوارع مصر وساحاتها، تعلو أصواتها رافضة الهزيمة ومطالبة بعودة الرمز الذي آمنت ووثقت به... رمز كرامتها الوطنية في وجه العدو الصهيوني وفي وجه الاستعمار القديم والجديد.. رمز العدالة الاجتماعية وطموح الاشتراكية بالنسبة لعمال مصر وفلاحيها.. مطالبة بعودة جمال عبد الناصر عن استقالته..

سنة 2011، الملايين من أبناء الملايين الأولى والأحفاد وبعض من بقي من الأوائل في شوارع مصر، يطالبون برحيل النظام والرمز النقيض للرمز الأول، يطالبون برحيل من أهدر كرامتهم الوطنية، وليد نظام « كمب ديفيد » ومن أهدر حقوقهم في العيش الكريم وأكل بفساد عائلته وأتباعه ثروة مصر وحصانتها الاقتصادية وجعل الجوع والفقر سمة الشعب المصري الذي كان عبد الناصر قد رأى فيه وحرك معه، عوامل الصمود والبطولة والشجاعة.

إن الحراك الشعبي يشمل أكثر من دولة عربية، من اليمن الى الجزائر وتتهدد دولاً أخرى لن تكون الدول الغنية التي استعملت الرشى المباشرة كمحاولة لتأجيل هذا الحراك وخاصة دول الخليج بمنأى عن هذا المسار، لأن الرشى المباشرة لن تلامس الجانب الوطني وانحياز هذه الدول وعائلاتها الحاكمة للمشروع الأميركي ـ الاسرائيلي في المنطقة.. وكانت « تونس » قد سبقت بنتائج حركة مجاهديها، كل التحركات حيث استطاعت رائحة الياسمين طرد العفن من رأس السلطة وإن كانت لم تستطع حتى الآن استكمال كل برنامجها، فما تحقق ليس قليلاًً كما أن الباقي أساسي ولا يمكن التراجع عنه.. وملك الأردن حاول ملاقاة تحرك شعبه بتحميل المسؤولية لحكومته، متناسياًً أن الشعب قادر على التمييز وعلى تحميل المسؤولية لرأس الهرم، وبالتالي محاسبة على سياساته تجاه القضية القومية وتجاه حقوق الناس بالعيش الكريم وهو « الملك » الذي تربع مع عائلته على عرش الفساد في المجالين منذ « خلق » هذه الدولة الحديثة.

وليس أدل على اتجاه الحراك الاجتماعي في مصر وأهميته، أكثر من ظاهرتين، الأولى مدى انعكاس واهتمام الشارع العربي بهذه الحركة والثاني الاستنفار الأميركي ـ الاسرائيلي، للحفاظ على النظام المصري وعلى إبداء الرعب أمام إمكانية عودة مصر الى موقعها العروبي التاريخي، الى الموقع الذي أراده عبد الناصر والذي حكماً سيعيد خلط التوازنات في كل المنطقة وإعادة صياغة شعارات القوى السياسية فيها.

وأكثر ما يقلق الأميركي والاسرائيلي في هذا المجال، هو أن الفقر والقمع ظاهرتان تعمان العالم العربي، فلماذا تونس ومصر والأردن ودول محور كمب ديفيد هي الأولى في الانهيار؟ إنهم يعلمون حتماً أن الخيانة الوطنية والتبعية لأميركا ولإسرائيل هي أسباب رئيسية الى جانب القمع والفقر والفساد وحكم العائلة التي أعطت أولوية السقوط لهذه الأنظمة.

وليس القلق وحده، هو الذي ميز وسيميز الموقف الاسرائيلي، بل ان مجيء المبعوث الأميركي الى القاهرة بعد ارتباك دام عدة أيام، والصلات الاسرائيلية اليومية مع قادة النظام المصري، هي محاولات للتخفيف من الخسائر ولو بقبول مبدئي بالتضحية برأس النظام وهذا ما ميز علاقة الاستعمار بالمتعاونين معه عبر التاريخ... وبمحاولة التغطية على العاملين الأساسيين أي العامل الوطني والعامل الاجتماعي في هذا التحرك ومحاولة حصر الموضوع في جانب مهم وأساسي من جوانب التحرك ولكنه ليس الوحيد حكماًً هو تركيبة النظام وشكله.

وغريب أيضاًً أن ينشغل بعض المثقفين العرب، أن ينشغلوا عن دراسة عمق المسألتين الاجتماعية والوطنية وعمق القضية الديموقراطية، بمحاولة التركيز على جوانب حقيقية ولكنها ليست الأساس في التعليق على الحراك الشعبي العربي وخاصة في مصر. الجانب الأول هو الغرق بعملية التخويف من حكم « الأصوليات » والإسلاميين بعد رحيل هذه الأنظمة، علماًً بأن الملاحظة الأولى في هذه التحركات هو التنوع الكبير في مكونات هذا الحراك ومن جميع الانتماءات الفكرية التي لها الحق في الاحتجاج وفي التغيير بل عليها واجب التغيير... أما الجانب الثاني فهو الهجوم على « الأحزاب » البديلة التي غابت عن تنظيم هذه التحركات والتركيز على « عفوية » هذه التحركات وعلى دور التكنولوجيا كبديل من العمل الحزبي.

طبعاً لست هنا في معرض الدفاع عن دور « الأحزاب »، فالأهم من دور الأحزاب في التغيير هو فعل التغيير نفسه. ولكن سأحاول إعادة الاعتبار لبعض القضايا التي يحاول البعض طمسها، لتوجيه المعركة بغير اتجاهها وكأن الأهم من المعركة ضد الأنظمة هو كشف عورات البدائل، خاصة أن قسماً كبيراً من الذين كتبوا في هذا المجال، كانوا من كتبة « الحلم الأميركي » وديموقراطيته القادمة الى بلادنا على دباباته وأجنحة طائراته...

الملاحظة الأولى هي أن مفهوم العفوية هو نسبي. فالجوع والقمع والتبعية عوامل دامت عشرات السنين في مصر وفي العالم العربي فما الذي جعل التحرك الشعبي ممكناً اليوم؟

أليس مفيداً للحقيقة إظهار عاملين أساسيين في هذا المجال، الأول هو أزمة الرأسمالية العالمية وخاصة في مركزها في الولايات المتحدة وأوروبا، وبالتالي عجز هذا النظام عن التغطية المجانية لعوامل الفساد والفقر في الدول التابعة وتضاعف تأثير الأزمة فيها؟
أليس أساسياً التعثر الذي أصاب الى حد الانهيار مشروع الشرق الأوسط الكبير والخطة الأميركية ـ الاسرائيلية، وبالتالي فقدان الأميركي لهيبته واهتزاز الانبهار والخوف منه ومن الأنظمة التابعة له، وبالتالي عدوى منهج المقاومة في مراكز الهجمة الأساسية من العراق الى لبنان وفلسطين في وجه هذه الخطة؟

الى هذين الجانبين، ألا يعني شيئاً لهؤلاء المحللين أن تجربة التحرك الشعبي ليست فريدة وجديدة حتى في العصر الحديث ولو كانت التجارب متنوعة من أميركا اللاتينية الى الحراك الاجتماعي الذي تقوده القوى النقابية واليسارية في أوروبا ودولها كافة؟
ثم ألم يلاحظ هؤلاء، وخاصة من يتنزه على هوامش اليسار منهم.. أنه في عصر الردة وعصر « انتصار الرأسمالية » وعصر نعي اليسار لمصلحة اتجاهين، إما رأسمالي منبهر بالمشروع الأميركي أو إسلامي بكل جوانبه المستسلم منها أو المقاوم... في هذا العصر بقيت قلة من القوى والأحزاب، ترفض الهزيمة وترفع شعار الاشتراكية رافضة الاستسلام لمنطق نهاية التاريخ...

نعم في مرحلة الدفاع هذه، تعفنت بعض الأفكار، وأعطي « التنظيم » قداسة لا يستحقها ولكن يجب الاعتراف بأن هذه « القلة » شكلت من الناحية الفكرية « خميرة » هي ضرورة لتحديد الشعارات ونجاح التحركات...

وفي هذه المرحلة أيضاً دعوة لإعادة دراسة الفكر والتجربة بكل معانيها، نعم لم يعد يشفع لهذه الأحزاب دورها في « الصمود »... فحركة الجماهير أصبحت بمرحلة متقدمة من معركة التغيير وعلى هذه الأحزاب التقدم بسرعة لتكون في صفوفها منطلقة من قناعة هي « لينينية » بالأساس عن الدور الحاسم للجماهير في عملية التغيير وأولوية التعامل مع هذا الدور على « قدسية التنظيم »...

أما « الفايس بوك » و« تويتر » و... التي يحاول البعض وضعها كبديل من غيفارا ولينين وأبو ذر الغفاري وجمال عبد الناصر و...
نلفت النظر الى أن هذه الوسائل هي ضرورية جداً اليوم وأساسية في عملية الاتصال، ولو كان « لينين » حياًً لكان ذكرها عوضاً عن « الصحيفة » في عملية التعبئة والتنظيم ولكن، كما لها دور في التحريض والتعبئة فإن لأعداء الحركة والتغيير أيضاً أدواتهم المماثلة وربما إمكانياتهم الأكبر في هذا المجال...

.... ومهما كانت نتيجة التحرك الحالي... فإن الشعب المصري خرج منتصراً... لقد كسر حاجز الخوف وعاد الى رفع راية الكرامة الوطنية وأعاد « بهية العرب » الى موقعها الرائد وأعاد « عمال حلوان » وفدائيي بور سعيد وشهداءهم الى رمزيتها...

أما في لبنان، وهو في الآن نفسه مؤثر ومتأثر مما يجري في المنطقة فلنا نقاش لاحق حول الوضع السياسي فيه ولكن لا بد من الإشارة الى أن تجربة مصر وقبلها تونس أكدت الى جانب القضية الوطنية أولوية القضايا الاقتصادية ـ الاجتماعية، وكونها من موقع الانتماء الطبقي للجماهير التي تحركت، تشكل جوهر التحرك وجوهر القضية الوطنية نفسها لناحية حاملها الاجتماعي أي فقراء العرب، وبالتالي دعوة « لمطرزي » الحكومة القادمة، لقناعة ندعوهم لها، بأن موقفهم من القضية الوطنية مهم ولكن إذا غابت القضية الاجتماعية والاصلاح السياسي عن برنامجهم فلن ينقذهم الموقف الوطني وسيكون الشعار القادم حتماًً هو الذي رفعه اللبنانيون قبل غيرهم : « نريد تغيير النظام... من أجل إنقاذ الوطن والسلم الأهلي».

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك
  • لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

  • رابط هايبرتكست

    (إذا كانت مشاركتك تشير إلى مقال منشور على النسيج أو صفحة توفر المزيد من المعلومات، الرجاء إدخال اسم هذه الصفحة وعنوانها أدناه).