الصفحة الأساسية > TRIBUNES, ACTIVITÉS, LECTURES > MEMOIRES DE PIERRE ET CLAUDINE CHAULET: "LE CHOIX DE L’ALGERIE", LE CHOIX (...)

MEMOIRES DE PIERRE ET CLAUDINE CHAULET: "LE CHOIX DE L’ALGERIE", LE CHOIX D’ÂMES NOBLES.

الثلاثاء 15 أيار (مايو) 2012

مذكرات بيار وكلودين شولي: "خيار الجزائر"، خيار الشرفاء

الأخبار، 15 مايو 2012

http://www.al-akhbar.com/node/64299

ياسين تملالي

"خيارُ الجزائر: صوتان وذاكرة" (Le choix de l’Algérie: deux voix, une mémoire)، الصادر عن دار البرزخ (مارس 2012) بتقديمٍ من مناضل الاستقلال والوزير الأول السابق رضا مالك، هو قصّة حياة بيار وكلودين شولي: "فرنسي من الجزائر" "وفرنسية من فرنسا" لم يتردّدا في الالتحاق بجبهة التحرير الوطني حالَ اندلاع الثورة الجزائرية، في نوفمبر 1954، واختارا الجزائرَ بعد تحرُّرها، في 5 يوليو 1962، موطناً وجنسيّةً لهما ولأبنائهما.

وعدا أنها قصة حياة والتزامات كاتبيْها، يمكن اعتبار هذه المذكرات تحيَّة إجلال لكل جزائري وجزائرية من أصل أوروبي فهموا أنْ لا مستقبلَ لجنتهم المشمسة طالما بقيت مضبوطةً على توقيت ساعة استعمارية بالية، فكان خيارُهم "خيارَ الجزائر" ودفعوا ثمنَ ذلك تهميشًا في محيطهم الاجتماعي أو موتَا برصاص "منظمة الجيش السري"، التي جنّدت، في بداية الستينيات، غلاةَ "الجزائر الفرنسية".

ويروي المؤلّفان، في القسم الأول من الكتاب، "حياةً أولى" لهما قبل أن يلتقيا ويقابلا الثورةَ الجزائرية، ويفصّلان قصة انفلاتهما التدريجي من الأقلية الأوروبية المقيمة آنذاك في الجزائر والتي كانت غالبيتُها، تحت وطأة إيديولوجية كولونيالية مقيتة، ترى الفصلَ بينها وبين "الأهالي" طبيعيا بل ضروريا. ويقدّم هذا القسم للقارئ صورةً فوتوغرافية وافية لعالم عتيق، غرق بغرق سفينة الاستعمار، عالمٍ وُلد وتطوّر "موازيا" لعالم "الأنديجان" (السكان الأصليين)، واقتصرت علاقاتُه به على القمع الوحشي في أوقات الحرب والاستعلاء العنصري في أوقات "السلم".

كان لقاءُ الشابين المثاليين المتشبعين بذات القيم في 21 نوفمبر 1954، أي ثلاثة أسابيع بعد بدء الكفاح المسلح ضد الاستعمار، وبهذا اللقاء اتّحد مصيراهما، فانطلقا معا على درب التضامن مع المضطَهدين "الأنديجان" في سعيهم إلى الاستقلال ثم شاركاهم، كجزائرييْن، بناءَ دولتهم المستقلة. قرارٌ واحد بالالتزام السياسي والإنساني اتّخذاه وهما بعدُ في ريعان العشرين، وطريقان مختلفان للوصول إليه : طريقُ الكاثوليكية الاجتماعية بالنسبة لبيار، الذي كان أبوه أحد قادةَ الحركة النقابية المسيحية، وطريقُ أفكار المدرسة العلمانية الإنسانيةِ بالنسبة لرفيقة دربه كلودين، التي انتقلت إلى الجزائر مع أسرتها في الخمسينيات، لتُفتح لها أبواب حياة جديدة في بلد جديد.

وجاءت أقسامُ الكتاب الأربعة الأخرى في شكل سرد بصوتين (منفردين تارة وموحّدين تارة أخرى)، يسلّط الضوءَ على ملابسات عدد كبير من الأحداث التاريخية المؤثرة إبان الثورة ("تهريب" قادة الكفاح المسلح، مثل "عبّان رمضان من العاصمة، طبع لائحة مؤتمر الصومام، عودة اللاجئين من تونس بعد إعلان وقف إطلاق النار، الخ) وبعدَ الاستقلال، في الجزائر والخارج، حيث تنوّعت أسفارُ بيار وكلودين شولي تنوّعَ المهام التي كُلِّفا بها، من طرف الحكومة المؤقتة (ومقرها آنذاك العاصمة التونسية) ثم من طرف الدولة الجزائرية.

وعلاوة على كونه وصفاً مفصّلا لنضال مثالي وقصّةَ تضامن إنساني نادرةَ المثيل، "خيار الجزائر" هو روايةٌ شخصية ذاتية لفترة الاستقلال، وما توالى على البلاد من مِحن وما عبقت به سماؤُها من أحلام، من أولى سنين الحرية الجامحة إلى أيامنا الكئيبة هذه.

بعد الاستقلال، عمل بيار طبيبا مختصا في السلّ والأمراض الصدرية وتقلّد عدة مسؤوليات في قطاع الصحة العمومية، فيما عملت كلودين باحثةً في علم الاجتماع مختصةً في العالم الريفي ووضع النساء الريفيات. ومن موقعيهما المختلفين، عاشا تواليَ الأحداث والحقب التاريخية. عرفا التفاؤل وهما يشهدان الشبكةَ الصحية والمدرسية تتوسّع إلى أعالي الجبال وأطراف السهوب و"الثورةَ الزراعية" تُخرج الأريافَ من عزلة شبه أزلية، ثم رأيا انحدار الجزائر إلى هاوية الليبرالية في الثمانينيات وصعودَ الحركةَ الإسلامية في مطلع التسعينيات، ما أجبرَهما على الهجرة (إلى فرنسا ثم سويسرا) حتى 1999. ولم تفقدهما الخيبات التي كانت في بعض الأحيان نصيبَهما، وما رافقها من تمزق عائلي وعاطفي، إيمانَهما بالمستقبل، فبلدُهما لا يزال، في نظرهما، واقفا على قدميه بعد عقدين من "الاقتصاد الحر" وعقد كامل من العنف السياسي، والأجيالُ التي ساهما في تكوينها لم تتحول كلُّها إلى كتائب أصولية أو طوابير ليبرالية متبجحة.

هذه الأجيال هي من يخاطبُها بيار وكلودين شولي بمذكراتهما، راجييْن أن يجد فيها "الشبان والشابات الجزائريون (...) عناصرَ ماض لا يعرفونه جيدا وقد لا يتصورون أصلا أنه وُجد يوما"، وآمليْن أن "يكوِّنوا عن بلدهم صورةً حداثة وانفتاح، هي صورةُ الرجال والنساء الذين ألقوا بأنفسهم في غمار الكفاح التحرّري".


Le choix de l’Algérie

Claudine Chaulet

Pierre Chaulet

Essais

16x23 cm

504 pages

Date de parution : mar 2012

Langue(s) : Français

ISBN : 978-9931-325-25-3


عرض مباشر : http://www.editionsbarzakh.dz/index...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك
  • لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

  • رابط هايبرتكست

    (إذا كانت مشاركتك تشير إلى مقال منشور على النسيج أو صفحة توفر المزيد من المعلومات، الرجاء إدخال اسم هذه الصفحة وعنوانها أدناه).