الصفحة الأساسية > MARX - MOUVEMENTS COMMUNISTES > البيان الختامي للقاء اليساري العربي

البيان الختامي للقاء اليساري العربي

السبت 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

samedi 6 novembre 2010

Al-Oufok

- الأفق -

اعلان البيان الختامي للقاء اليساري العربي - بيروت


وقائع المؤتمر الصحافي للقاء اليساري العربي لإعلان البيان الختامي
عقد اللقاء اليساري العربي لقاء صحفياً عند الساعة الحادية عشر والنصف من صباح 4/11؟2010 في المركز الرئيسي للحزب الشيوعي اللبناني اعلن فيه البيان الختامي الصادر عن اللقاء، بحضور الامين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة، د. ماري ناصيف – الدبس نائب الأمين العام وأعضاء من المكتب السياسي للحزب الشيوعي، مروان عبد العال عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو سامح عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عباس جمعة عن جبهة التحرير الفلسطينية، نزيه حمزة رئيس الحزب الديمقراطي الشعبي، غانية دوغان رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية ليندا مطر، وممثلون عن وسائل الاعلام.

وقد أعلنت نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني د. ماري ناصيف الدبس , ومنسقة اللقاء اليساري العربي،

البيان الذي أقره اللقاء اليساري العربي وفي ما يلي نصه:

انعقد اللقاء اليساري العربي في بيروت (22- 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2010 ) في ظروف عربية ودولية تشهد تطورات اقتصادية وسياسية تنطوي على انعطافات وتغيرات استثنائية الحدة والعمق تترافق مع ازدياد شراسة الهجمة الامبريالية – الصهيونية على عالمنا العربي وتفاقم الأزمة العامة للنظام الرأسمالي العالمي وتعمق تناقضاته واهتزاز مواقعه.

وقد شهد عالمنا العربي بعد الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفياتي وفشل النموذج الاشتراكي المحقق،محاولات استفراد أميركي بمقدرات العالم أجمع كقطب وحيد، بقيادة المحافظين الجدد والنيوليبراليين الذين طرحوا شعارات "النظام العالمي الجديد" وخصّوا العالم العربي بشعار "النظام الشرق الأوسطي الجديد" التفتيتي، تحت ستار الادعاء بنشر الديمقراطية وحقوق الانسان. وتجلى تنفيذ الشعارات عملياً بالحروب التي شنتها الولايات المتحدة مع حلفائها الأطلسيين والكيان الصهيوني، ومع القوى الرجعية التي سبق أن تم تجنيدها إبان الحرب الباردة لمحاربة قوى الديمقراطية والتحرر الوطني بإسم الدين وأشكال أخرى.

إلا أن هذه الهجمة ما لبثت أن انكفأت أمام مقاومة الشعوب متخلية عن ادعاءات الديمقراطية وحقوق الانسان لترفع، من جهة، شعارات الدفاع عن "الاعتدال" كتمويه للسياسات المحافظة المعادية لقوى التحرر الوطني التي تعبر عن مصالح وتطلعات أوسع الفئات الشعبية، ولتعمل، من جهة ثانية، على استكمال أهدافها بالسعي الى إثارة الفتن الطائفية والمذهبية ضمن الاستراتيجية الامبريالية العالمية المستندة الى مقولة "صراع الحضارات" ذات المضمون اليميني الفاشي؛ هذا المضمون الذي يفضحه أكثر فأكثر تفجر أزمة النظام الرأسمالي العالمي انطلاقاً من الولايات المتحدة الأميركية، دونما أفق للخروج منها، الأمر الذي يزيد من صعوبة تصدير الأزمات ويكشف الصراع الطبقي في البلدان الرأسمالية نفسها، ويسقط شعارات "الطريق الثالث" المبنية على أوهام انتفاء الصراع الطبقي و"نهاية التاريخ" بانتهاء الحرب الباردة التقليدية. في هذه الأوضاع، لا تطال الأزمة فقط كافة القوى الاجتماعية التي تربط سيطرتها باستمرار تبعيتها للنظام الرأسمالي المعولم في ظل هيمنة الإمبريالية الأميركية. بل انها تطال أيضا قوى ذات طموحات تحررية، كونها لا تمتلك برنامجاً للتحرر الاقتصادي والاجتماعي من تلك التبعية فتعمل على تدعيم سيطرتها بالدخول في تسويات مع الإمبريالية الأميركية وبادعاء الفصل بين المشروعين الأميركي والصهيوني.

ان تجليات الأزمة تشكل، اليوم، فرصة أمام اليسار لشن هجوم مضاد يفضح، مجدداً، الطبيعة الوحشية للطور الراهن للرأسمالية، يعيد من خلاله تعبئة وتنظيم نضال الحركة اليسارية العربية على أسس ومنطلقات تشكل نواة تجمع اليسار وتوحد قواه، في مواجهة العدوانية الامبريالية الأميركية- الصهيونية على المستويات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية والثقافية. والمواجهة تعني المقاومة كسيرورة نضالية يتحقق فيها الترابط بين مقاومة الإحتلال، بأشكالها المختلفة، والنضال من أجل التغيير الديمقراطي. ومن شروط نجاحها أن لا تنحصر في بلد عربي واحد، بل أن تمارسها قوى وأحزاب اليسار العربي في جميع البلدان العربية.

لذا ترى القوى اليسارية العربية المشاركة في اللقاء:

1- إن المهمة الأولى لقوى اليسار العربي، اليوم، تكمن في مقاومة المشاريع العدوانية الإمبريالية الأميركية – الاسرائيلية، بكافة الأشكال، وصولا الى طرد الاحتلالات. وهو، اذ يوجه تحية اجلال لشهداء هذه المقاومة وللأسيرات والأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلالين الأميركي والصهيوني، وفي مقدمتهم قادة العمل الوطني، يدعو كافة قوى اليسار في العالم الى التحرك الفاعل، بمؤآزرة كل القوى الوطنية والتقدمية، من أجل عودتهم الى الحرية.

وفي سياق معركة التحرير هذه، الى جانب القوى المقاومة الأخرى، لا بد لقوى اليسار من ابراز برنامجها التغييري المميز كأفق لحركة التحرر الوطني العربية.

2- إن العنوان الأساسي لبرنامج التغيير المميز لليسار، هو في اقامة حكم وطني ديمقراطي بأفق اشتراكي يشكل البديل للأنظمة التابعة. وفي سبيل انجاز هذه المهمة، تعمل قوى اليسار العربي على اعادة تنظيم صفوف الطبقة العاملة والفلاحين والفئات الشعبية كافة والمثقفين التقدميين، باتجاه لعب دورهم الطبيعي والطليعي في عملية التغيير الديمقراطي.

3- يؤكد اللقاء اليساري على أن القضية الفلسطينية لاتزال القضية المركزية والمحورية في الصراع العربي – الصهيوني. كما يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه وفي تقرير مصيره والاعلان من طرف واحد عن قيام دولته الوطنية وعاصمتها القدس، وتحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم التي طردوا منها في العام 1948، ويدعو الشعوب العربية للضغط على أنظمتها من أجل الاعتراف بهذه الدولة وقطع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي بالنسبة للدول التي سبق أن أقامت مثل هذه العلاقات. على هذه الأسس، يشدد اللقاء على استمرار النضال من أجل الوقف الشامل للاستيطان ويدعو القوى الوطنية الفلسطينية لإنهاء الانقسام واستعادة وحدتها الوطنية.

4- يرى اللقاء اليساري ضرورة ان تضطلع قوى اليسار العربي بمهمة استكمال تحرير الاراضي العربية التي يحتلها العدو الصهيوني في الجولان وجنوب لبنان، واستكمال عملية اخراج قوات الاحتلال الأميركي من العراق ورفض أي شكل من أشكال التواجد العسكري الأجنبي فيه. اضافة الى تصفية كل القواعد العسكرية الأجنبية المتواجدة على الأراضي العربية والتسهيلات التي تقدم لها، ومقاومة المشاريع الامبريالية – الصهيونية والرجعية العربية الساعية الى اثارة الحروب الطائفية والمذهبية والاثنية والهادفة الى تفتيت الدول العربية الى كيانات ضعيفة ومتصارعة فيما بينها.

5- ان الاضطلاع بكل هذه المهمات يستند الى تعزيز برنامج قوى اليسار في كل بلد عربي، وفقاً لظروفه الملموسة، من أجل النهوض الديمقراطي الذي يجمع ولا يفرق، دفاعاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وصيانة للحريات الأساسية للأقليات الدينية والاثنية في اطار المواطنة المتساوية.

6- يؤكد اللقاء اليساري العربي على محورية نضال الشعوب العربية من أجل تغيير ديمقراطي حقيقي يقوم على الأسس التالية : العلمانية وما تعنيه من تأكيد حق المواطنة بوصفها أساس الانتماء للشعب والوطن في كنف احترام حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية وضمان المساواة بين المواطنين، وضرورة احترام المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان السياسية والاجتماعية وهي نتاج نضال تاريخي للانسانية، والحق في تشكيل الأحزاب والنقابات للدفاع عن حقوق ومصالح الشعب الأساسية ، والحق في انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة تمنع تأبيد سيطرة الأنظمة العربية القائمة.

7- يتبنى اللقاء قضية الدفاع عن حقوق المرأة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من القضية الوطنية، لجهة المساواة في الحقوق ووضع الكوتا النسائية، المرحلية والمؤقتة، موضع التنفيذ وصياغة الاقتراحات الداعية الى الغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة ومناهضة العنف الممارس تجاهها.

8- ويعلق اللقاء أهمية خاصة في التوجه الى الفئات الشبابية التي تجد نفسها أمام أفق مسدود في ظل النظام التبعي المأزوم، لا من حيث موقعها الطبقي وحسب، بل كذلك من حيث انتفاء إمكانية النظام الرأسمالي عامة، وخاصة الرأسمالي الكومبرادوري، في استيعاب الأجيال الجديدة، ومن حيث ضرب إمكانية واستعداد الشباب لتملك ما تزخر به الثورة العلمية التقنية الحديثة وتوظيف الطاقات الابداعية الشابة من خلالها في خدمة التنمية الاقتصادية الوطنية والحد من الهجرة أو من زج الشباب في نزاعات ذات طابع طائفي أو عنصري في متاهات عبثية. وسينظم اللقاء مخيم عمل سنوي للشباب اليساري العربي في لبنان لبحث القضايا الشبابية وبلورة برامج عمل ملموسة حول مطالبهم وحقوقهم ودورهم في التغيير الديمقراطي.

9- يعتبر اللقاء أن اليسار العربي معني بكل ما يلبي طموح الشعوب العربية الى الوحدة، ويدعم كل المبادرات الداعية الى ذلك على مختلف المستويات.

10- يدعو اللقاء الى تطوير التنسيق فيما بين اليساريين داخل التنظيمات النقابية والاجتماعية والجماهيرية على الصعيدين العربي والدولي والى تفعيل دور هذه التنظيمات في النضال الاجتماعي الهادف الى تأمين الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية. كما يرى ضرورة تفعيل مساهمة قوى اليسار والقوى الديمقراطية العربية في نشر ثقافة الديمقراطية وتحقيق النهضة الفكرية والحضارية على أسس تحديثية منفتحة على المكتسبات التحررية في الفكر الإنساني ومتمايزة عن المشاريع الارتدادية التي تسعى إلى فرض أنماط مجتمعية رجعية.

11- يؤكد اللقاء أن نضاله الوطني والديمقراطي والاجتماعي يندرج ضمن معركة الكادحين وشعوب العالم وأممه المضطهدة من أجل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي، وسيعمل على توثيق علاقات التضامن الأممي بين اليسار العربي واليسار العالمي.

12- ويدعو اللقاء، أخيراً، قوى اليسار العربي، عامة، الى التواصل والتنسيق فيما بينها لإرساء أسس للتعاون وطرح الشعارات التي تستجيب لمطامح الشعوب العربية الى التحرر والوحدة في مواجهة العدو الامبريالي – الصهيوني. وسيشكل لجنة متابعة تضع الأسس لتجميع صفوف اليسار وطرح المهام المشتركة، وللتنسيق مع القوى الوطنية والديمقراطية. كما سيدعو الى عقد لقاء اقتصادي متخصص لبحث تطورات الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على البلاد العربية وبلورة رؤية بديلة في أفق ديمقراطي اشتراكي.

هذا، وتقرر تحويل اللقاء إلى لجنة متابعة ستستكمل الصلات مع الأحزاب الأخرى لعقد اجتماع موسع خلال العام المقبل. وتمت تسمية الحزب الشيوعي اللبناني منسقاً لهذه اللجنة الى حين انعقاد هذا الاجتماع.

اللقاء اليساري العربي


عرض مباشر : http://www.aloufok.net/spip.php?art...