الصفحة الأساسية > ISLAM ET ISLAMISMES > Le défunt Pr MHD ARKOUN et le malheur des Mo’tazila du 20ème siècle

عن الراحل محمد أركون ومحنة معتزلة القرن العشرين

Le défunt Pr MHD ARKOUN et le malheur des Mo’tazila du 20ème siècle

ياسين تملالي par Yassine TEMLALI (Al Akhbar, Beyrouth, 16 Sept 2010)

الجمعة 17 أيلول (سبتمبر) 2010


Le Professeur Mohamed ARKOUN, grand islamologue arabisant et francisant, est décédé en nous laissant un legs énorme d’ouvrages, conférences et émissions. Avec rigueur scientifique et pédagogie, partisan de l’enseignement des religions et de l’histoire de la pensée religieuse dans les universités, il restituait à l’islam comme religion et civilisation son image historique véridique fortement ignorée ou déformée aussi bien dans le monde occidental que dans les pays musulmans. A son propos, Yassine Temlali évoque le calvaire de ceux qu’il appelle à juste raison les Mo’tazila du 20ème siècle (en référence aux Mou’tazila sous le règne des Califes Abbassides) dont quelques uns ont eux aussi récemment disparu comme Mohamed Abid Al Djabiri et Nasr Hamid Abou Zaid. Dans la crise profonde que traversent les pays d’islam, il appartient aux intellectuels, journalistes, hommes et femmes de culture et de progrès, à partir des oeuvres et analyses de ces Mou’tazila contemporains, de faire progresser une pensée ouverte et féconde niée et combattue par les courants sectaires et obscurantistes, tant islamophobes que intégristes.

عن الراحل محمد أركون ومحنة معتزلة القرن العشرين

ياسين تملالي

"الأخبار"، بيروت، 16 سبتمبر 2010

http://www.al-akhbar.com/en/node/206422

يا ليُتم العقلانية العربية وهي تنظر إلى ثلاثة من آباءها يُوارون الترابَ في أقل من أربعة شهور: محمد عابد الجابري ونصر حامد أبو زيد وأمس، محمد أركون. يا لسوء حظ معتزلة القرن العشرين : هزمهم الموت دون أن يكسبوا معركة "التنوير" في بلدانهم. لم يفلحوا في لجم تزمت المتزمتين ولا في إقناع الحكام بأنهم بتأرجحهم الانتهازي بين أصالة غابرة ومعاصرة فجة، إنما يحفرون قبر شعوبهم ويمهدون الطريق لخلافة ليس لها من الرشاد سوى الاسم.

بدأ المعتزلة قلةً قليلةً لكن الزمن، على قسوته عليهم، كان أرق عليهم منه على خلفائهم المعاصرين. ظهروا في مرحلة كان فيها اللاهوتُ الإسلامي في طور التكون، فلم تبدأ محنتُهم حالَ "اعتزال واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري"، وتأخرت عن ذلك سنين. قالوا إن "القرآن مخلوق" (بل وذهب بعضهم إلى تحريم إطلاق سراح السجناء المسلمين لدى العدو ما لم يقولوا بقولهم). رغم ذلك لم "يجمع العلماء" على تكفيرهم. حتى ابن تيمية، على مقته لهم، لم يُخرجهم من "الملة" وامتدح حسن دفاعهم عن عقيدة التوحيد. وقبل أن تنقلب عليهم الأمور، حظوا بدعم الخليفة المأمون فأصبح فكرُهم إيديولوجية الدولة الرسمية في عهد ثلاثة خلفاء عباسيين.

معتزلةُ القرن العشرين، لم تحمهم كثرتُهم (النسبية) فبدأت محنتُهم حالَ تغريدهم خارج سرب التقليد. بعضهم، كأركون، غادر بلَده لمدة طويلة ولما عاد إليه (في منتصف الثمانينات) مدعوا إلى "مؤتمرات الفكر الإسلامي"، فهم أنه لم يؤت به إلا ليُسبغ عليها صفة الشرعية الأكاديمية (ويصبحَ هدفَ هجمات بعض ضيوفها ممن لا تهمهم الحصافة بقدر ما يهمهم التفاصح). البعضُ الآخر، كأبو زيد، أُجبر على اللجوء إلى المنفى بعد أن كُفر وطُلق من زوجته بحكم سوريالي من محكمة سوريالية. ومن لم يتعرض منهم للنفي، كالجابري، لم يسلم من ألسنة المتطاولين.

تسبب المعتزلةُ في "محنة ابن حنبل" وشارك بعض أقطابهم في "محاكم التفتيش" المأمونية فاستجوبوا الماثلين أمامها عن رأيهم في خلق القرآن وغيره من الأمور اللاهوتية. الجابري وأبو زيد وأركون، عكسَ ما يُروج له بعض من يخلطون بينهم وبين غلاة "التنوير" التسلطي، لم يتسببوا في محنة أحد : لم يعذب أحدٌ بسببهم ولم يضرب إمام بالسياط بتحريض منهم، كما جرى لابن حنبل في عهد المعتصم، لكن براءتَهم لم تحمهم من إهانات أهونُها اتهامُهم بأنهم في خدمة الحكومات الجاثمة على صدور أوطانهم.

عاش المعتزلة في أوج مجد دولة تمتد أطرافها من حدود الصين إلى المحيط الأطلسي. لم يكن فكرُهم، على أهميته، شرطا ضروريا لبقائها. لم يكن يحتاج إليه سوى "الخاصة" ممن يحسنون التفريقَ بين "الكفر الصريح" و"المنزلة بين المنزلتين"، ومع ذلك ما أعظم أثَرهم في تاريخ الدولة العباسية. معتزلةُ اليوم، ممن يغيبهم الموت واحدا بعد الأخر، نشأوا في بلاد مستعمرة، العقلانيةُ فيها شرط أساسيٌ لنهضتها. رغم ذلك، تبدو كتاباتُهم فيها ترفا بالغا إن لم يعدها البعض كفرا لا عقابَ عليه سوى الموت.

انتُقد المعتزلة أشد الانتقاد لكن بغداد في عهدهم لم تكن تحت سلطة بيزنطة فلم يُجابَهوا إلا نادرا بأن فكرهم "مستوردٌ دخيل". أما ورثتُهم اليوم، فما أن ينطقوا حتى يهبَ المتزمتون ليصفوهم بأنهم "رأسُ حربة الغزو الثقافي" ناسين أن لا أحدَ غيرهم انتقد الاستشراقَ حق الانتقاد وحجم تأثيرَه في مؤسسات أكاديمية ذات تأثير كبير في القرار السياسي الأوروبي والأمريكي.


هذه محنةُ معتزلة القرن العشرين، اجتهدوا فحوربوا وشردوا وقضى الكثير منهم في المنفى. لم يغفر لهم المستشرقون دخولَهم ساحة الدراسات الإسلامية دون استئذانهم ولم يَفهمهم أهلُهم. عاشوا ولا منبرَ لهم سوى جامعات معزولة (كثير منها خارج أوطانهم) ووسائل إعلام لا تفتح بابا لأحدهم إلا لتفتح العشرات لمن يريدون تكفيرهم. وماتوا غرباء. هذه محنةُ ميلادهم في زمن تُقهر فيه بلدانهم باسم الرقي وتقاد باسم العقلانية إلى المعتقل.

ياسين تملالي

"الأخبار"، بيروت، 16 سبتمبر 2010


عرض مباشر : http://www.al-akhbar.com/en/node/206422

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك
  • لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

  • رابط هايبرتكست

    (إذا كانت مشاركتك تشير إلى مقال منشور على النسيج أو صفحة توفر المزيد من المعلومات، الرجاء إدخال اسم هذه الصفحة وعنوانها أدناه).